فرحت كثيرا بقدوم ابن الحلال لخطبتي.. فقد سعدت كثيرا لأنني أريد أن أشيد مجتمعا وأبني أسرتي الصغيرة. نعم رأيت ولأول مرة السعادة في وجوه من حولي، ولكن يا ترى ما الذي حدث؟ لقد حرص أبي كل الحرص على إرهاق المتقدم بشروط ليس لها أول أو آخر، وتم إثقال كاهله بطلبات كبيرة، الى جانب تأخير موعد الزفاف لسنوات بحجج واهية وغيرها من أمور كثيرة، فيبتعد بسببها كل من يتقدم لي، لتبقى هكذا حالتي، وكأن أبي لا يعرف أنني أعيش في مجتمع، فيه المتزوجة وفيه الأم، وتتوق نفسي إلى أن أكون منهن، ولكن كيف ذلك وهو يرفض كل من يتقدم لي، ويستغل صمت أمي الرهيب، وصمت أسرتي عن تصرفاته المجرمة في حقي..قولوا لي ماذا عساي أن أفعل مع أب يرفض زواجي؟”.
قصة تؤلم القلب. نعم هذه قصة واحدة من قصص متنوعة، يكون أبطالها هؤلاء الآباء أو الأمهات، هداهم الله فهم يحرصون كل الحرص على ضياع مستقبل بناتهم، من خلال رفض تزويجهن، فهذا يرفض لأنه ليس من ابن عائلة غنية، والآخر يتم رفضه لأن معاشه يقل عن مبلغ كذا؟ وذاك يشرط أن يكون زواج ابنته بعد 3 سنوات إلى أن تجمع أموالا لها للمستقبل، وكأن الفتاة هي من يدفع المهر، أما الصنف الآخر من الآباء، فهم المزاجيون، حيث لا يوجد في ذهنهم سبب معين للرفض، فيضعون العراقيل أمام العريس المسكين وأمام الفتاة المسكينة حتى لا يتم تزويجهما،.
كلمتي الأخيرة لكل أب وأم يملكان الضمير الحي، أناجيهما عبر هذا المقال لأقول لهما: إن الله تعالى شرع الزواج في الحياة، وإن من حقوق بناتكما عليكما تزويجهن بالرجال الصالحين، فإذا جاء إحداهن الرجل الطاهر فزوجاها، ولا تنسيا أنكما ستحاسبان يوم القيامة بعدم تزويجكما لبناتكم وتدميركم مستقبلهن بأيديكما، فكم من قصص سمعنا، عن عدم مسامحة الفتاة لأبيها أو أمها نظرا لما اقترفاه من ذنب بعدم تزويجها في الدنيا، وندما بعدها على ما أقدما عليه، وماذا يا ترى يفيد الندم بعد فوات الأوان؟ فالله الله ببناتكم أيها الآباء، واتقوا يوما ستقفون فيه أمام الرحمن، لتحاسبوا فيه عن سعادة وحزن ودموع بناتكم وأبنائكم