السلام عليكم جميعا....
قد يبدو العنوان غريب ولكن ربما خسارة المال تعوض وخسارة الأشياء المادية تعوض ولكن خسارة أدمي هي خسارة كبيرة لا تتعوض أبدا...التربية لها أثر كبير في تعميق الأفكار وترسيخها في الأبناء فعلى أساس التربية تتولد المعتقدات وتبنى الشخصيات...ونتفق جميعا أن تربية الفتيات تختلف أيما اختلاف عن تربية الفتيان وخاصة عندما تكون الفتاة وحيدة في وسط ذكوري من الأخوة فإما ان تغمر بدلال للحد الغير مرغوب فيه أو أنها تخالف فطرتها الأنثوية في بعض التصرفات وتكون صبيانية لحد ما... وهذا يعود طبعا لوضعها الاجتماعي الذي تعيش فيه...ربما نتطرق للفتاة الصبيانية في فرصة أخرى!!!!!!
ففي هذه الصفحة سيكون حديثنا عن الفتاة المدللة...نجد الأم تبالغ في تدليل بنيتها منذ الصغر فلا تمنحها فرصة التعلم في مدرسة الحياة ولا تغرس فيها مبادئ الزوجة الصالحة في المستقبل بل تغمرها بفيض حنانها وبكلامها المعسول الذي في كثير من الأحايين يفسد الفتاة فكريا ويجعلها تهمل الكثير من واجباتها في الحياة فلا تربيها على أعمال المنزل مثلا لتكون زوجة ناجحة في المستقبل ولا تدربها على فنون الطهي مثلا لتكون قريبة إلى معدة زوجها وبالتالي ستكون أوتوماتيكيا قريبة إلى قلبه...فتتربى الفتاة المدللة في بيت أهلها لا تعرف سوى المرآة والماكياج والموضة فتصبح الفتاة في سن الزواج فتصعق الأم و تنصدم بحال بنيتها التي ربتها على الدلال فقط ..فتمر السنوات وتتزوج فتتانا المدللة لتنتقل إلى العش الزوجي
يا لها من مسكينة كانت تظن أن الحياة ليس بها إلا فصل الربيع وأن شهر العسل سوف يمتد لسنوات ولا تعرف من ألوان الحياة إلا اللون الزهري ومن الكلام إلا الغزل وأحاديث الحب و الغرام..فتغير حال الفتاة وارتدت أثواب الشقاء وما عادت الأنامل تعرف النعومة واشتاقت العين لبريق المرآة وتبدل الحال غير الحال
لتبقى الفتاة في صدمة طويلة الأمد لأنها كانت تظن بأنها سوف تكون محاطة بالخدم والحشم ولا تراها إلا ويدها على خدها تعاتب في صمت أمها على ما جرى لها فلماذا ربتها على الدلال والكسل لماذا أوهمتها أنها أجمل نساء الدنيا وعيشتها في بذخ الأحلام والأمنيات وأنستها ان الحياة رغم حلاوتها فهي لا تدوم وبها من المرارة ما قد تحرق الدموع في الجفون.....فيا فتاتي المدللة أبني حياتك من جديد وابني أفكارك من جديد ولا تكوني خسارة بشرية في الحياة ... بل قولي أنا الحياة بكل ما فيها...